بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله أحمده ، وأصلي و أسلم على علم الهدى ، و الرسول المجتبى ، و آله و صحبه و التابعين و من اقتفى
و بعد ، فعليكم من الله السلام و الرحمة و واسع البركات
الرَمَقُ الأخِير...
كثيرة هي الأحداث التي تمر بالمرء في هذي الدنيا ، التي تؤسس لمراحل مفصلية على طول خط حياته المزدحم بألوان شتى من التعقيدات الطبيعية أو الصنيعة ، لكن ما يميز الفرد عن غيره هو بالطبع طريقة تعامله مع تلك الأحداث و كيفية معالجته لها .
و على أساسات بعضها يقبل مبدأ المصلحة للتعامل مع ما ينبني عليه المستدرك من المستقبل بعد وقوع المشكلة ، و بعضها يقبل مبدأ " هذا من أجل هذا " الذي ينبني على المنفعة الآنية المتبادلة ، الذي لا يقبل التأجيل و لا الإمهال و لا حتى التسويف ... "الآن يعني الآن" ، على تلك الأساسات يتصرف بعضنا .
لكن أساسات من نوع آخر تقبل التعامل مع مبادئ نشئت على التنازل ، و ترعرعت على الهوان ، تبرز كثيرا في سلوكياتنا نحن الأفراد ، كما نراها تماما في قرارات الكبار الذين يطبقون المبدأ ذاته .
و هذا النوع من القبول يجر المرء إلى مرحلة الخضوع و الاستسلام للإملاءات الخارجية ، بحيث يجد نفسه في دركة دنية تحتية تجعله يقدم الأرذل على الأمثل ، و الأسود على الأجود .
هل هذا يعني نهاية المطاف ؟
لا ، ليست نهاية المطاف حين نقبل أحيانا ولو قليلا بالتنازل عن شيء من ذواتنا ، من أجل أن نصنع تاجا من كرامة لا من عار نلبسه غيرنا ... لكن هذا التنازل يتضمن في جنباته طأطأة للرأس أحيانا و تمريغا للكرامة في التراب أحيانا أخرى ... ليبقى بُعَيْدَ ذلك كله انتظارُ النتائج ... ليبقى الاعتماد في ذلك- و الصبر على كل هذا- على ما تبقى من ... الرَمَق ِالأخِير
جزاكم الله خيرا
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بقلمي
الإهداء : أهديها إلى نفسي في الذكرى السنوية الخامسة
التاريخ : 17-06-2009
الوقت : 05:15 مساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق