أنا ... آه ٍ على أنا

أنا روح التناقض ، جسد الصحة و السوية ... أنا المتعجل الحل و التمام بروية



أنا ماض أشرق في جنباته صلف القبلية ...أنا المتحضر المتمدن سهل السجية



أنا جدار الصمت اليوم دعائمه قوية ... أنا فرط الكلام العذب أصله حجري القلبية

السبت، 5 مارس 2011

الــــبـــَـــطـْـــرانـــــ (2)

بسم الله الرحمن الرحيم
::: الـــــبـــــطــــران "2" :::



الجزء الثاني ...


وصل صاحبنا و و صل "الانقلابي" و وصلت الكارة من دون علامات تنصيص ولا شروط رباعية و لا حتى اتفاقيات معابر ... وصلوا جميعا إلى القصر ... قصر أبي إبراهيم ...


نادى على أبي إبراهيم مراسل القناة ( صاحبنا) ... ناداه و أخبره بقدوم ضيف معه ... أشار أبو إبراهيم لهما بالدخول و بكل كسرة ...حسرة ضعف و عجز لا يشبههما أي عجز و لا حسرة إلا ما تعرض له اليهود في تجمعات " الجيتو" في أرجاء أوروبا و بالتحديد في ألمانيا...


تقدم صاحبنا و قام بتقديم الرجل الضيف لأبي إبراهيم معرفا به :" هذا الرجل هو وزير العمل الفلسطيني " فلم يندهش الرجل كثيرا حتى لو كان الذي أمامه وزيرا ... وماذا يعني وزير ؟!!!


" أهلا و سهلا " ... لم تزد كلماته عن عبارة الترحيب هذه بالضيف الوزير...


و على عَجَل ... بادر الوزير بطلب من المضيف ... " أن أخبرني ما المشكلة و كم هي تكاليف حلها ؟ "


ببراءة قال الرجل :" راحت الفرس و الكارة و بتكلف حوالي 1000 أو 1500 دينار أردني "


--- بالمناسبة يا قارئا يا عزيزا ... الدينار الأردني = 5.132 ريـــال قطري ---


و هو يتكلم ، يتكلم بحسرة على الحال ... يتكلم بشموخ الفلسطيني ... إنه لفلسطيني


بالمناسبة ... لم يجلس الوزير و لا صاحبنا المراسل و لا حتى أبي إبراهيم و لا أم إبراهيم و لا الأطفال ... كلهم وقوف يستمعون للوزير ...


لكن صاحبنا المراسل قاطع الجميع قائلا : " أبا إبراهيم ، هناك مفاجأة بالخارج"


لا أظن أنه كان يتوقع أن يرى ما سيراه ... لربما ظن أن مساعدة مالية ستعطى له لكن ليس أمام أنظار أبنائه ...خرج الجميع إلى باحة القصر ... أعتذر إلى الفناء خارج " القصر " كي يجد الجميع المفاجأة


فرس بكارة و عليها صناديق خضار ... و كأنها هدية من السماء نزلت أمام البيت لتبعث الأنفاس من جديد إلى صدر الرجل...


كلهم رأوا المفاجأة ... و كلهم ذُهِلوا ... كيف و متى و أين و جزاكم الله خيرا ..


راقبت أنا نفسي ذاتي عيني عينيَّ الرجل ... قال كلمة ... " الله يجزيكو الخير " و سقطت من عينيه دمعتان وقعتا في حجري ...


أما الزوجة الفلسطينية الصابرة ... فابتسمت و انفرطت بنات عيونها أمام الكاميرات ...لإنها رأت فرسا و كارة عليها خضار لا يتجاوز سعرها 8500 ريـالا قطريا ...


غادر الجميعُ الجميعَ ... إلا أبا إبراهيم ... بقي ينظر يتفحص أهو في حلم أم أن ما يجري حقيقة ؟؟!!


انطلق أبو إبراهيم إلى العمل فورا ... بدأ ينادي " بندورة بطاطا خيار ... تعال و اشتري الكيلو بنص شيكل "


راقبته كاميرا قناة القدس ... ينادي و يصرخ فرحا مبتهجا متأملا ... حيا من جديد ...رغم أنف الاحتلال و رغم أنف المتخاذلين الذين يحاصرون و يمنعون و يسدون الطريق أمام رحمة البشر حتى ولو كانت بريطانية ... فإنها تصبح بعد حين غير مرغوب فيها ...


انتهت قصة معاناة الرجل جزئيا ... فما يزال قصره بحاجة إلى مزيد من الذهب كي يطلي به دورات المياه التي فيه ...


بالمناسبة و للتذكير ... فقصر أبي إبراهيم ... جداران : أحدهما جدار مدرسة ، و الآخر جدار مضخة المياه العادمة (المجاري) –أعزك الله أيها القارئ الكريم- و الجداران الآخران من إطارات السيارات القديمة المهترئة ... وضع بعضها فوق بعض كي تصبح جدارا يعطيه شيئا من الخصوصية في قصره هذا .


على الأقل ... استعاد شيئا من كرامة و استعاد عينا يستطيع أن ينظر بها في عيون أطفاله السقماء ...


وعادت الحياة له ... بـــــ 8500 ريـال قطري لا أكثر ...


إلى حكام الخزي و العار ... إلى قادة الذل و الشنار ... إلى سُكْر ِ العقول ...


سنعيش رغما عن أنوفكم ... فاطلوا دورات المياه بالذهب و افعلوا ما شئتم فكلنا مفارق ما هو فيه إلى ما هو من صنع يديه...


إلى حكام " إسرائيل " و ظلمة العالم مرؤوسين بماما أميركا ...


أترون ؟ هكذا نحن ... شعب نحب الحياة و نكره إلا أن نموت قتلا لأعادينا ...


تلك هي عيننا ... "عين الفلسطيني التي تصارع المخرز الإسرائيلي "




جزاكم الله خيرا




سلام عليكم و رحمة الله و بركاته






بقلم : عـــــمـــــر الـــفـــلـــــســــطــــيــــنـــي




التاريخ : من بداية شهر شباط  حتى اليوم 19-نيسان – 2010




الساعة : 10:42 صباحا


الإهداء : إلى " أبو إبراهيم البطران " في غزة كان أو أينما كان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق