بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، و الصلاة و السلام على رسول الله الأمين ، و آله الطيبين الطاهرين ، و أزواجه أمهات المؤمنين ، و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و بعد...
فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لماذا يظن البعض أنهم أذكياء بينما الآخرون أغبياء تبع يقادون تحت همساتهم و همهماتهم أو ردات أفعالهم العنيفة المصطنعة غير الحقيقية؟
أتساءل كثيرا عن مدى صدقية هؤلاء ، وعن المستوى الذي وصلوا إليه من القدرة على التلفلف في لحاف أبيض يظنه الرائي من بعيد ثلجا نقيا لا خبث فيه... في الحقيقة ، أشعر في كل يوم أنني لا أفهم ما يدور حولي ، فكلما ظننت أنني فهمت وجدت نفسي تائهة بين فصول كلمات لا أدري من أين يأتون بها، و بأفعال و تصرفات و تحديات كما يسمونها لا أعلم لها في قاموسي مقعدا... تلك هي الحقيقة المرة التي أصل إليها كلما خالطت الناس... تماما كضوء الشمس يصل دوما متأخرا إلينا ثماني دقائق عن الموعد المحدد ... ربما لهذا يتأخر النجوم دوما في الوصول إلى مكان الحدث فالشمس نجم في النهاية !
أتسلق جدران الكثيرين و لو كان خلسة لكن الكون كله يرقبني – لكنني أعدها خلسة بمقاييسي التي يوما بعد يوم أوقن أنها قديمة بلغة العصر رثة هزيلة بلغة الواقع و أصيلة بلغة أخرى لا يفهمها إلا من يفهمها- أتسلقها كي أعرف دوافعهم تجاه العمل أو ربما لاستمداد العزم على المضي قدما منهم لكنني أجد أمرا عجبا في نهاية المطاف ... لا أجد ما يسد رمقي ... لا أدري قد يظن البعض أن الأمر فيه مزيد تعقيد ، لكن الأمر في جله غير ذلك، فمثلا يقول أهل الدين أن الربا حرام و هذا متفق عليه و يقول بعضهم إن كان هناك من يستثمر ماله في المصارف الغربية التي تعد حكوماتها كافرة تقاتلنا و هم لا يريدون أن يتحملوا وزر الفائدة التي تعطى لهم من تلك المصارف ، لكنهم في الوقت عينه يعلمون أن أموال الفائدة إن تركوها لهم سيستخدمونها في إيذاء إخوانهم ،لذا أجاز لهم بعض العلماء أن يتصدقوا بها و لا أجر لهم عليها... على الغرار ذاته أرى أن كثيرا مما أراه ليس حقيقة ... ربما لأن الدوافع باتت سلعة يتجاذبها معنيون بأمور تبدو في الظاهر حلقة من سلسلة طويلة من الإشراق و التنوير و بث الأمل وبعث الموات ... لا أدري لماذا أشعر بأنهم لا يصدقون ... و ينفخون في أفواه الكثيرين عبقا عسجديا ... هو ليس كذلك لكنه على تلك الصورة يرى و يبلع ...هو في الواقع تلون من دون استقرار على حال تبعا للمصلحة الشخصية ... مصلحة كبرى تخدم جهة معينة بعينها ... إنها الـــ " أنا" .
من كثير من الناس بعض إذا تحدث عن نفسه عد ذلك من باب " و أما بنعمة ربك فحدث"، أو حتى ربما من باب إعطاء النفس حقها و عدم بخسها ... ومن الناس من إن فكر لحظيا أن يفعل الأمر ذاته عدوه منافقا ، مرائيا ، أو مستكبرا غير مخلص ... كل ذلك لمجردمحاولة للتفكير.
أشعر بأن هناك من الناس أناس لا يحبون أن يعاملهم الآخرون كما يعاملون هم الآخرين لأن في ذلك سحبا للبساط من تحت أقدامهم ، و انطفاء للشموع المرصوفة على جوانب طرقاتهم ، و الأدهى و الأمر من ذلك فقدانهم النجومية ... النجومية المصنوعة من عرق المظلومين - من وجهة نظري البحتة- بعربة تسمى-في قواميسهم- التطوير و الإصلاح وطرح الأفكار...ربما يصدقون في بعض يسير مما يقولون لكنهم سواء كانوا على حق أو على غير ذلك ليسوا ممن يمكن أن يوثق بهم ...
من الصعب على المرء أن يثق في مرء ما التزم بما عاهد عليه ألف مرة ومرة،ثم نكث العهد هكذا من دون سابق إنذار...من أجل ما يدور في مخيلته من تحقيق للذات و الإصلاح و التطوير ... يجعلون الغاية مركبها أي وسيلة ... أي وسيلة مهما كانت بغض النظر عن إعرابها في سياق الأحداث ، فليس عندهم مهما أن تدفع رشوى من أجل تخليص معاملة في دائرة حكومية على سبيل المثال ؛ففي ذلك - من وجهة نظرهم- وصول من أقصر الطرق و تسيير ما لا يمكن تسييره ... الوصول إلى الهدف أو الغاية في نهاية المطاف هو مكسبهم الأول ( المشروع ).
أنتهي هنا إلى خلاصة أطرح فيها تساؤلا : لماذا يخدعوننا ؟ لماذا يكذبون علينا ؟لماذا يعاملوننا كما يعاملون الذين آذوهم ؟
بت على يقين أن هؤلاء فعلا يظنون أنفسهم أذكياء لكن مشيئة الله فوقهم ، تحيط بما يخفون ... "يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله و هو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول و كان الله بما يعملون محيطا " ...
أتعلمين ؟ أشعر بالأسف على كل شيء ... أشعر بفيض ندم بنفسجي تحبينه ، و زنبقة الورد يا ليلى قطعتها إربا إربا ... حتى لا يبقى من ذكراها أي مبنى و لا أي معنى ... على موسيقى عاصفة كتبت ...و على لحن شذي أرق منك اكتأبت ... لأنني كنت أود لو تكونين معي في صفي تحت جناحي ...أيا ليلى ... أصبحت مشروعا خاليا من كل إحساس إلا من البدنيات ... عصف الأروقة خافتة الضياء مع وجود كرسي أوحد و شموع مضاءة توسوس للحانية و الحاني أزكى هزات (شيطانية) ... سيري على منهجك ... فطريقي شاق صعب ، شوكي في معظمه ، قذي في أوله و أوسطه ...حافل في آخره ...
تلك هي الحياة " إنا خلقنا الإنسان في كبد" ...
لكنني أعد فلا أخلف و سيعلم الأذكياء أننا لم نكن يوما أغبياء ، و أن كل ما عملوه كان بفضل الله على مرأى منا ... و أنهم يتحركون ببطء كاشف ، تلك هي الرجرجة في السير ... ولا أدري لماذا يخدعوننا .
نعم ،لم أرد على أي شيء حتى الآن ... لكنني إن قررت الرد ، فستبقى هذه الكلمات قراطا أو قراطين في آذان الذين يسمعون و فيمن صموها بأصابعهم ...
ستبقى ...
أتذكر كلمات والدتي في هذه الأثناء ...
سلاحي الصبر و الصمود ...
عمري ... عزائي أنني قررت !
سلام على الذين يقرأون و رحمة الله و بركاته
عــــــــــــــــمــــــــــر عــــــــــــوايـــــــــــــصــــــــه
من 15/02 إلى 16/02 – 2010
6:31 مساء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق