أنا ... آه ٍ على أنا

أنا روح التناقض ، جسد الصحة و السوية ... أنا المتعجل الحل و التمام بروية



أنا ماض أشرق في جنباته صلف القبلية ...أنا المتحضر المتمدن سهل السجية



أنا جدار الصمت اليوم دعائمه قوية ... أنا فرط الكلام العذب أصله حجري القلبية

الجمعة، 1 أبريل 2011

~ دَمـْـــــعــَـــــاتــْــــــ ~

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ...ما تَمّ ، و الصلاة و السلام على النبي ما نَشَرَ فَجْرٌ صَبَاهُ وَ عَمّ ..
و بعد، فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته فاطِمَ الخَيْرِ، ألا فَهَلُمّ !

دَمْدَماتٌ يَسْرقْنَ مِنّا الدّمْعاتِ ، يَتَعَجّلْنَ صَبابةً تَأكلُ رَوْنقًـا يَجُوبُ الأقاصيَ فَيَتَهادَى في لَفْلَفاتٍ ، يَنْزَوي في سنْبلةٍ ضَيعَتْها ريحٌ مزقَتْ صدرَ الآسِيات ، و تَحَسَرْنَ في حينها على شُطآنٍ فاتَ لونُها زرقةَ الخيمةِ المبسوطةِ على شَفَةِ اللهبِ بَلْ قُلْ الخيماتِ  و أيَ خيماتٍ ! سبعٌ شدادٌ أظْلَلْنَ فَنَاءَ روحٍ تَعَطّشَتْ للنّسائمِ بَلْ لِلهَفْهَفاتِ ، فلا أنا ذا ولا هي سَبْحَنَتْ كما تقولُ الرقيقات ...تُرى أطلاسمٌ هذه أم أن ما وراء الأكَمَةِ ما وراءها من الوَجْدِيات ؟!

فاضَتْ يا فاطِمَ الخيرِ فاضَتْ ، و ارْتَعَشَتْ رُويدًا رُويدًا فما سَكَنَتْ ، و تَحَشْرَجَتْ وَتَلَجْلَجَتْ وَ تَعَسّفَتْ وَ رَسَتْ على حَدٍ وَ انْسَلّتْ ، فيا صَباحًـا ضاقَ به ليلُ صَدْرٍ حَوَى هَوىً ألَا تُنيرُ جوارًا رَصّعْتَهُ بالهَنْهَنَاتِ ، بِالسّائِحاتِ المُنْتَحِباتِ النّازِلاتِ بِعُمْرٍ أقْصَرَ مِنَ البُرْهاتِ ، أثْلَجْنَ قُلوبًــا عَذَارى صَرَخْنَ في نَزَقِ الحَيَارى ، أوْقَدْنَ عُمْرًا أشْعَلْنَ حُزْنًــا أسْمَعْنَ فأبْصَرْنَ فأمْعَنّ فأدْمَعْنَ فأشْرَقْنَ فتَلَألأنَ على بياضِ الحَمْراوات ، فهَلْ مِنْ وَقّافٍ عَلى الوَقّافات ؟!

التّاءاتُ التائِهاتُ ما التّاءاتُ التائِهاتُ ، و ما أَدْراكَ ما التّاءاتُ التّائِهاتُ ؟! ؟! لَسْنَ بالنّسْماتِ ،  ما النّسْمَاتُ ؟ ما أوْفَى النّسْماتِ ! يَزِدْنَ وَ لا يَنْقُصْنَ ، وَ يَحْلُونَ وَ لا يَمْرُرْنَ ، وَ يَعْثُرْنَ وَ لا يَتَنَكّبْنَ ، وَ كُلُّ هَذا و هَذا و ما بَيْنَ الهَذَيْنِ أوّلُهُنّ ، وَ سَاكِنُ ثالِثُهُنّ طوُلُ قامَتِهِنّ ، وَ ثاني اثْنَيِنهِنّ صَدْرُ فُلّهُنّ ، وَ خِتامُهُنّ مِسْكُ الهَمْزاتِ ، ما الهَمْزاتُ ؟ ما أغْلَى الهَمْزَاتِ ! ما أصْدَقَ العُذوباتِ اللائي يَسْرُدْنَ للقلوبِ قَصَصَ الغَابِرات !

صَيّرَتْني عُمَيْرًا عَلى نَواعِمِ المِلاءاتِ ، هَتَكْنَ فَفَتَكْنَ بِمَشارِعِ السّناءٍ بِقُمْقُمِ الجَائِراتِ ، وَ عزةٌ كانَتْ سَبْقًــا أوْ غُبارَ تاريخٍ بَعْدَ نَزْوِ القاحِلاتِ ، واوٌ وَ ألفٌ منها ما كانَتْ لِتُداويَ دَمًـــا تَلَبّدَ على حُمُرِ الصّفْحات ، إلا واحدةً شَفَتْ عِلّةً عَلَى عَلِيّ الرّشَا مُتَسارعِ الخُطَى فَما مَنَعَتْها سَوْداويّاتُ الحادِثاتِ أنْ تَكونَ سَيّدةَ الغَزَالات !
تِلْكُمُ قِصّةُ ما وُلِدْنَ هُناكَ في السّاحِراتِ ، وَ طَوَيْنَ أمْتِعَتَهُنّ لِفِراقِ الحَوافّ وَ وَداعِ النّاعِسات ، فَتَزَلّجْنَ بَعْدُ عَلَى صَفْحَةٍ بَيْضاءَ سَعْفاءَ فَكُنَّ كَالْجَارِياتِ ، حَتّى وَصَلْنَ إلى مُسْتَقَرٍّ يَحْنو إلى دِفْئِهِنّ وَ حَرّهِنّ وَ يَشْكُو مِلْحَهُنّ كَشَكاةِ العَاشِقات ... تِلْكَ هِيَ حَرارَةُ الدّمْعَات ...

 جزاكم الله  الخيرات
سلام عليكم و رحمة من الله و بركات
بقلم : عـــــــُـــــــــمـــَــــــــــر
التاريخ : 01-04-2011م
الساعة: 01:11 بتوقيت مكة المكرمة
الإهداء : إلى فاطمَ الخَيْر

هناك 5 تعليقات:

  1. والله يا عمر كتابة جميلة جدا

    صحيح أني لم أفهم بالضبط كل الجمل ، ولكن الرسالة جميلة ، وعاطفة الكلام وصلت ،

    اسلوبك جميل ومعقد في نفس الوقت ، ومعقد صفة حميدة ، وقد يقرأ أحدهم ما كتبت بعد عشرات السنين ، ويقول أبدع كاتب هذه الكلمات

    تحياتي لك
    ولكل السلسبيليات
    هيثم :)

    ردحذف
  2. ذكرتني بالخوالي من الأيام يا عمر

    لكم اشتقت لها
    محمد بلال

    ردحذف
  3. بالنسبة للمدونة

    ما زلت عند رأيي يا عمر...

    أنت لا تكتب لنفسك وإنما للجمهور، وإلا فليس هناك داع لنشر هذه المدونة.
    وبالتالي فأرى أنه من الواجب التخلي عن الإفراط في الغموض والإفراط في المحسنات


    لا تبقي هذه "الموهبة الفريدة" أسيرة


    محمد بلال

    ردحذف
  4. الحبيب هيثم ... أشكرك على المرور العطر

    و أشكر على الإطراء البسيط غير المعقد:)

    ردحذف
  5. الحبيب الغالي محمد ... أشكرك على التشريف الرائع لكنني كنت ببساطة أصف دمعة تحركت من العين حتى استقرت على الشفاه ...

    أشكرك جدا :)

    ردحذف