بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، صلى الله عليه و آله و سلم ، و بعد ، فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...
لم يكن ربما في حسباني أن اليوم هذا سيأتي يوما ، و لم يكن يعلم هو أن بمثل هذه النهاية القدرية ستغلق صفحة ما كان يوصف من قبل أيام مستحيلا ... كل شيء اليوم أصبح في عداد الحقائق التي تتسلل من بين الأيدي ، و لم يعد هناك أي أدنى شك من أن ما كان في الانتظار أصبح اليوم هو في انتظارنا نحن كما نراه نحن ؛ فما شاء هو لا كما يشاء هو ، و ما يشاء هو لا كما شاء هو، فليس لكل واحد منهما سدس إرادة مما ترك لأحدهما الوالدان و الأقربون ، هكذا تنزع الأمور إلى نصابها الحتمي على عجل في حين أنه كان ما كان وما كان بالإمكان لولا عناية الرحمن .
حين أفكر في الموت أقول : لو أن فلانا عاش يوما واحدا زيادة عن عمره ما كان سيعيشه بالطريقة التي سيرضى عنها لو خير بين أن يعيش هذا اليوم أو أن يرحل ، إذ حين تتعقد الأمور لا يأتي الحل دوما من الأرض و لهذا فإن إحساسا قويا يشدني إلى حقيقة أن من يرحل في وقت محدد ما ، فإنه يغادر في الوقت الأنسب الذي لا يصلح حقيقة أن ينتظر بعده. اليوم لا تختلف الفكرة هذه عن فكرة رحيل مؤقت من نوع آخر ربما ، لأن استدعاء الحقيقة المجردة في الحالتين يؤكد حقيقة اتصال روح الرحيلين !
على بعد سويعات قليلات من رحيلي عن هذه الأرض أسجل حقيقة تقول : أنه لولا السهام التي تتابعت تجاه السماء تتابع المطر الغزير تجاه الأرض ما أتى إذن للأرض من السماء بالتمام ، و لقد كنا نقول من قبل إن الأسباب لتعجز عن بلوغ المرام و لقد عجزت ، و لقد كنا نقول أن من سواه ما حُقَّ له أن يتمم الأمر و به تمّ ، و بعد هذا كله و من قبل أن نقول سلاما فإننا نقول حمدًا و شكرًا و ثناءً و اعترافًا عاجزًا عن إرضاء بلوغ الإحصاء وقت الشعور بفيض الفضل .
هنا حيث أنا وحيث بعد شيء من وقت سأقول كنت هنا و سيقولون كان هنا يتقطع القلب وجلًا و ترقبًا ، و يصيح العقل تفكيرًا و حسابًا ، و أنا بينهما بين نار تلفح ، و كيل يطفح ، حيث تبقى الهموم و تتجذر الأسقام يبقى الشفا بين دفتين رقيقتين. ليت القلب يهدأ شيئا من زمان كي يفسح للعقل أن يتحرر على الدوام ، لكنني من قوم لا يحبون " تطنيش صدورهم " !
تختلط الذكريات و تتجاوز حدودها العيون الآسيات ، و ما يبقى مما مضى إلا أثر الحب و حق الشوق ، و واجب الوصل ، و عزم على الامتلاك إن بقي للنصيب فينا منزلا مؤمنا .
لن أقول وداعا ، بل إلى اللقاء بإذن الله تعالى
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
بقلب : عـــــــُــــــــمـــَــــــــــر
التاريخ : 8-9-2011م
الساعة : 9:58 صباحا – سويعات قبل التوجه للمطار –
الإهداء : إلى الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق