أنا ... آه ٍ على أنا

أنا روح التناقض ، جسد الصحة و السوية ... أنا المتعجل الحل و التمام بروية



أنا ماض أشرق في جنباته صلف القبلية ...أنا المتحضر المتمدن سهل السجية



أنا جدار الصمت اليوم دعائمه قوية ... أنا فرط الكلام العذب أصله حجري القلبية

الثلاثاء، 30 أغسطس 2011

غــَـــــدُ الأرْض

بسم الله الرحمن الرحيم




الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و بعد ، فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته ....


تقديم :
منذ أن انتفضت العرب على طغاتها و أنا أحاول أن أكتب شيئا حول ما يجري لكنني لم أكن قادرا على فعل ذلك فما فعله الشجعان في تونس الخضراء و في مصر الشماء و ما يفعله الثوار في ليبيا الغراء و ما يفعله الأبطال في سوريا العلياء لا يستطيع مثلي أن يقزمه في كلمات ...
" و بصرف النظر عما يجري فإني لم أكن أنتوي الكلام عن الموضوع لكن طلبا جعلني أتنحى عن قراري و أحيل الأمر كله لعسكرة كلامي و الله الموفق و المستعان "
---------------------------------



رماد جثة محمد البوعزيزي و اللطمة التي تلاقاها على وجهه من تلك الشرطية غيرت وجه العرب ... و لم يكن أحد يعلم باستثناء الله أن هذه الحادثة ستكون مفصلا في عمر الأرض العربية من الغرب إلى الشرق و من الشمال إلى أقصى الجنوب ... كنا دائما نقول بأن الشمس تشرق من الشرق لكن المرة هذه بالذات أشرقت من الغرب البعيد القريب الحبيب ...
أندلعت انتفاضة إنسانية بكل المعاني و الصور و لم يكن لأحد أن يتبناها أو أن يدعي بأنه أشعلها ... انتفاضة الشعب التونسي الأغر استجابة لجسد تفحم احتجاجا على المذلة التي أطبقت على أنفاس القوم كان قد نشرها ملأ أسفلين ، و في غضون شهر و نيف انتصر الشعب التونسي و بن علي هرب ... بن علي هرب ... بن علي هرب ...



و كان لهذه الانتفاضة المباركة أثر السحر على المنطقة العربية جمعاء ... فبعد أن انتفض المارد القيرواني أبى أصهار رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلا أن يتربعوا على صدر الأمة التي ما انفكت بحاجة إليهم و إلى ماء نيلهم ... مصر العظيمة قررت أن تسقط النظام و في أقل من عشرين يوما كسروا شوكة نظام استبد و نكل بكل ما كان يدعو إلى شيء من الحرية أو شيء من كرامة ... تآمر على كل شيء حتى على أبنائه و قتل علماءه و شرد كفاءاته من أجل أن يبقى مسيطرا ... و كل ذلك تم بدعم لا محدود من الغرب الذي كان يفضل الاستقرار على الحرية لإنه يعلم تماما – و ربما أكثر من علمنا نحن – بأن أهل هذه المنطقة من العرب إنما هم قوم إن تحرروا فلن يتنازلوا عن اختيار الحق الذي لا يعجبهم و يتصادم ببيان مع مصالحهم ... أفلا تعلمون أنهم يقتاتون على دمائنا ؟! أم تراهم يحبون الديمقراطية حين بها يخسرون شيئا من استراتيجياتهم ؟!



بعد بضعة أيام انضم إلى الركب أهل الغرب من جديد ... أهل ليبيا الأكارم ... بلد المليون حافظ لكتاب الله تعالى ... ( و لقد كنت أتوقع أن قوما آخرين هم من سيسبقون | الأمير عبد القادر | ) ... قرر أهل ليبيا الأصايل أن يقتلعوا أحد أعتى الظلام في العالم و هم الآن يطاردونه شبرا شبرا ... بيتا بيتا ... زنقة زنقة ...
أسأل الله أن يعجل بالفكاك و الخلاص لأهلنا في ليبيا و حسبي الله و نعم الوكيل عليك يا قذافي ... آمين



ثم جنحت لعنة البوعزيزي جنوب جزيرة العرب لتصل إلى أصلهم ... اليمن السعيد حيث الحكمة و الإيمان و الكلاشنكوف و القات ... حسم أهل اليمن العزيز المعركة في ساحة التغيير بوسط صنعاء حين قصفتهم طائرات علي عبد الله صالح ( لا طيب الله ممشاه ) لكنهم ثبتوا ... و ردوا عليه بأن حرقوا 40% من جسده ليهرع بعدها إلى أرض الحرمين ليتلقى العلاج ... و إني لأظن أن حالته قد جاوزت ما نشر في الإعلام لأن التفجير في القصر الرئاسي الذي نفذته ادعاء جماعة الشيخ الأحمر قد أصابت جسده اللعين بشكل مباشر ... لعنه الله في الدنيا و الآخرة و قيده الله جنبا إلى جنب مع فرعون ... آمين



للأمة جناحان لا تطير إلا بهما ... جناح تحرر من القيد ... و بقي الجناح الثاني ما زال يحز وثاقه بأسنان الصبر ... الشام الغراء ... أبت إلا أن تستعيد كرامتها التي سلبت تحت شعارات الممانعة المقاومة الكذابة الأفاكة فكانت الشرارة من حوران جنوبا و امتد اللهب إلى جسر الشغور شمالا و عرج الغضب على اللاذقية غربا و مر بدمشق في القلب ليصل دير الزور شرقا ... الشام كلها أصبحت تنورا تحت ذقون آل الأسد و أطبائهم و ماهرهم و معلمهم و شرعهم و سينتقم الله منهم .
توقعاتي بأن الشعب السوري الأبي العزيز سينتصر و لن يركع لإنه تنفس الحرية و تكلفة العودة باهظة جدا !


تجارب وئدت : حركة 24 آذار في الأردن ... حراك بسيط في الجزائر ... حراك في العراق


تجارب في الانتظار : انتفاضة فلسطينية شاملة .



بلاد العرب أوطاني ... من الشام لبغدان ...



و من نجد إلى يمن ... إلى مصر فتطوان



إليكَ تحية ٌالعربِ ........من القلبِ إلى القلبِ




أزفُ إليكَ يا بردى ...........سلامَ النيلِ و الشعبِ




إليكِ أخي أمدٌ يَدَا .........تَفيضُ عُروبةً و نَدَى




و قد غَنَيتَ لي أبَدَا......... سلامٌ مِنْ صَبا بَرَدَى




أنا الأردنُ ما نَـــبـْــعـِــي ........سوى من أرض أجدادي




و ما أنـْــــكَــــرْتُ تـــاريخي ..........و راياتي وأمجادي




عـــُـروبـَــــتُــــنا تــــــوحــدنا ..............بآمـــالٍ وآلامِ




فما الأردن إلا مصــ ..........رُ وما مصرُ سوى الشامِ




لم آت بجديد سوى أنني سردت حقائق و وقائع حدثت ، و ما شعوري بالعجز إلا لعظمة ما قام به حمزة الخطيب حين واجه آلة القمع الأسدية في سوريا ، لكنني واثق درجة العمى أن غدا أفضل بانتظار الأمة و هذا ما يشي به ما يحدث و إن كان البعض يقولون : " و شو استفدنا ؟ " و :" بكرة أمريكا بتستوعب الثورات و بترجع تثبت أذناب لها في الدول العربية " لكنني أقول لهم : لن تنمحي دماء الذين سقطوا في مجدل شمس على حدود فلسطين من أذهان اليهود ، فجرأة الذين تخطوا السياج الأمني الفاصل و حقل الألغام و صلوا ركتعين على أرض الجولان المحتل أو على أرض فلسطين لن ينام بعدها بنو صهيون قريري العيون ، فذلك وإن كان حدثا رمزيا لكنه يحمل في طياته ثأر ستين عاما من الشتات ...
صلاة الفجر المليونية في ميدان التحرير و هتافهم : " على القدس رايحين شهداء بالملايين " رغم أنف المجلس العسكري لا يحمل في ثناياه إلا أمرا واحدا ... أننا غـَـدُ الأرض ...



حفظ الله تونس



حفظ الله مصر



حفظ الله ليبيا



حفظ الله اليمن



حفظ الله سوريا



قريبا ...




:::



:::



:::



:::




حفظ الله القدس





سلام على العرب جميعا و رحمة الله و بركاته




مسلم عربي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق