أنا ... آه ٍ على أنا

أنا روح التناقض ، جسد الصحة و السوية ... أنا المتعجل الحل و التمام بروية



أنا ماض أشرق في جنباته صلف القبلية ...أنا المتحضر المتمدن سهل السجية



أنا جدار الصمت اليوم دعائمه قوية ... أنا فرط الكلام العذب أصله حجري القلبية

الأحد، 25 سبتمبر 2011

ســــاعــَـــةَ رَحـِـــيــِــــلــِــــي

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ، صلى الله عليه  و آله و سلم ، و بعد ، فالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته ...

لم يكن ربما في حسباني أن اليوم هذا سيأتي يوما ، و لم يكن يعلم هو أن بمثل هذه النهاية القدرية ستغلق صفحة ما كان يوصف من قبل أيام مستحيلا ... كل شيء اليوم أصبح في عداد الحقائق التي تتسلل من بين الأيدي ، و لم يعد هناك أي أدنى شك من أن ما كان في الانتظار أصبح اليوم هو في انتظارنا نحن كما نراه نحن ؛ فما شاء هو لا كما يشاء هو ، و ما يشاء هو لا كما شاء هو، فليس لكل واحد منهما سدس إرادة مما ترك لأحدهما الوالدان و الأقربون ، هكذا تنزع الأمور إلى نصابها الحتمي على عجل في حين أنه كان ما كان وما كان بالإمكان لولا عناية الرحمن .

حين أفكر في الموت أقول : لو أن فلانا عاش يوما واحدا  زيادة عن عمره ما كان سيعيشه بالطريقة التي سيرضى عنها لو خير بين أن يعيش هذا اليوم أو أن يرحل ، إذ حين تتعقد الأمور لا يأتي الحل دوما من الأرض و لهذا فإن إحساسا قويا يشدني إلى حقيقة أن من يرحل في وقت محدد ما ، فإنه يغادر في الوقت الأنسب الذي لا يصلح حقيقة أن ينتظر بعده. اليوم لا تختلف الفكرة هذه عن فكرة رحيل مؤقت من نوع آخر ربما ، لأن استدعاء الحقيقة المجردة في الحالتين يؤكد حقيقة اتصال روح الرحيلين !

على بعد سويعات قليلات من رحيلي عن هذه الأرض أسجل حقيقة تقول : أنه لولا السهام التي تتابعت تجاه السماء تتابع المطر الغزير تجاه الأرض ما أتى إذن للأرض من السماء بالتمام ، و لقد كنا نقول من قبل إن الأسباب لتعجز عن بلوغ المرام و لقد عجزت ، و لقد كنا نقول أن من سواه ما حُقَّ له أن يتمم الأمر و به تمّ ، و بعد هذا كله و من قبل أن نقول سلاما فإننا نقول حمدًا و شكرًا و ثناءً و اعترافًا عاجزًا عن إرضاء بلوغ الإحصاء وقت الشعور بفيض الفضل .

هنا حيث أنا وحيث بعد شيء من وقت سأقول كنت هنا و سيقولون كان هنا يتقطع القلب وجلًا و ترقبًا ، و يصيح العقل تفكيرًا و حسابًا ، و أنا بينهما بين نار تلفح ، و كيل يطفح  ، حيث تبقى الهموم  و تتجذر الأسقام يبقى الشفا بين دفتين رقيقتين. ليت القلب يهدأ شيئا من زمان كي يفسح للعقل أن يتحرر على الدوام ، لكنني من قوم لا يحبون " تطنيش صدورهم " !

تختلط الذكريات و تتجاوز حدودها العيون الآسيات ، و ما يبقى مما مضى إلا أثر الحب و حق الشوق ، و واجب الوصل ، و عزم على الامتلاك إن بقي للنصيب فينا منزلا مؤمنا .
لن أقول وداعا ، بل إلى اللقاء بإذن الله تعالى

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بقلب : عـــــــُــــــــمـــَــــــــــر

التاريخ : 8-9-2011م

الساعة : 9:58 صباحا – سويعات قبل التوجه للمطار –

الإهداء : إلى الله