بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ...ما تَمّ ، و الصلاة و السلام على النبي ما نَشَرَ فَجْرٌ صَبَاهُ وَ عَمّ ..
و بعد، فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته فاطِمَ الخَيْرِ، ألا فَهَلُمّ !
دَمْدَماتٌ يَسْرقْنَ مِنّا الدّمْعاتِ ، يَتَعَجّلْنَ صَبابةً تَأكلُ رَوْنقًـا يَجُوبُ الأقاصيَ فَيَتَهادَى في لَفْلَفاتٍ ، يَنْزَوي في سنْبلةٍ ضَيعَتْها ريحٌ مزقَتْ صدرَ الآسِيات ، و تَحَسَرْنَ في حينها على شُطآنٍ فاتَ لونُها زرقةَ الخيمةِ المبسوطةِ على شَفَةِ اللهبِ بَلْ قُلْ الخيماتِ و أيَ خيماتٍ ! سبعٌ شدادٌ أظْلَلْنَ فَنَاءَ روحٍ تَعَطّشَتْ للنّسائمِ بَلْ لِلهَفْهَفاتِ ، فلا أنا ذا ولا هي سَبْحَنَتْ كما تقولُ الرقيقات ...تُرى أطلاسمٌ هذه أم أن ما وراء الأكَمَةِ ما وراءها من الوَجْدِيات ؟!
فاضَتْ يا فاطِمَ الخيرِ فاضَتْ ، و ارْتَعَشَتْ رُويدًا رُويدًا فما سَكَنَتْ ، و تَحَشْرَجَتْ وَتَلَجْلَجَتْ وَ تَعَسّفَتْ وَ رَسَتْ على حَدٍ وَ انْسَلّتْ ، فيا صَباحًـا ضاقَ به ليلُ صَدْرٍ حَوَى هَوىً ألَا تُنيرُ جوارًا رَصّعْتَهُ بالهَنْهَنَاتِ ، بِالسّائِحاتِ المُنْتَحِباتِ النّازِلاتِ بِعُمْرٍ أقْصَرَ مِنَ البُرْهاتِ ، أثْلَجْنَ قُلوبًــا عَذَارى صَرَخْنَ في نَزَقِ الحَيَارى ، أوْقَدْنَ عُمْرًا أشْعَلْنَ حُزْنًــا أسْمَعْنَ فأبْصَرْنَ فأمْعَنّ فأدْمَعْنَ فأشْرَقْنَ فتَلَألأنَ على بياضِ الحَمْراوات ، فهَلْ مِنْ وَقّافٍ عَلى الوَقّافات ؟!
التّاءاتُ التائِهاتُ ما التّاءاتُ التائِهاتُ ، و ما أَدْراكَ ما التّاءاتُ التّائِهاتُ ؟! ؟! لَسْنَ بالنّسْماتِ ، ما النّسْمَاتُ ؟ ما أوْفَى النّسْماتِ ! يَزِدْنَ وَ لا يَنْقُصْنَ ، وَ يَحْلُونَ وَ لا يَمْرُرْنَ ، وَ يَعْثُرْنَ وَ لا يَتَنَكّبْنَ ، وَ كُلُّ هَذا و هَذا و ما بَيْنَ الهَذَيْنِ أوّلُهُنّ ، وَ سَاكِنُ ثالِثُهُنّ طوُلُ قامَتِهِنّ ، وَ ثاني اثْنَيِنهِنّ صَدْرُ فُلّهُنّ ، وَ خِتامُهُنّ مِسْكُ الهَمْزاتِ ، ما الهَمْزاتُ ؟ ما أغْلَى الهَمْزَاتِ ! ما أصْدَقَ العُذوباتِ اللائي يَسْرُدْنَ للقلوبِ قَصَصَ الغَابِرات !
صَيّرَتْني عُمَيْرًا عَلى نَواعِمِ المِلاءاتِ ، هَتَكْنَ فَفَتَكْنَ بِمَشارِعِ السّناءٍ بِقُمْقُمِ الجَائِراتِ ، وَ عزةٌ كانَتْ سَبْقًــا أوْ غُبارَ تاريخٍ بَعْدَ نَزْوِ القاحِلاتِ ، واوٌ وَ ألفٌ منها ما كانَتْ لِتُداويَ دَمًـــا تَلَبّدَ على حُمُرِ الصّفْحات ، إلا واحدةً شَفَتْ عِلّةً عَلَى عَلِيّ الرّشَا مُتَسارعِ الخُطَى فَما مَنَعَتْها سَوْداويّاتُ الحادِثاتِ أنْ تَكونَ سَيّدةَ الغَزَالات !
تِلْكُمُ قِصّةُ ما وُلِدْنَ هُناكَ في السّاحِراتِ ، وَ طَوَيْنَ أمْتِعَتَهُنّ لِفِراقِ الحَوافّ وَ وَداعِ النّاعِسات ، فَتَزَلّجْنَ بَعْدُ عَلَى صَفْحَةٍ بَيْضاءَ سَعْفاءَ فَكُنَّ كَالْجَارِياتِ ، حَتّى وَصَلْنَ إلى مُسْتَقَرٍّ يَحْنو إلى دِفْئِهِنّ وَ حَرّهِنّ وَ يَشْكُو مِلْحَهُنّ كَشَكاةِ العَاشِقات ... تِلْكَ هِيَ حَرارَةُ الدّمْعَات ...
جزاكم الله الخيرات
سلام عليكم و رحمة من الله و بركات
بقلم : عـــــــُـــــــــمـــَــــــــــر
التاريخ : 01-04-2011م
الساعة: 01:11 بتوقيت مكة المكرمة
الإهداء : إلى فاطمَ الخَيْر